بريتان رمز البطولة والمقاومة
بقلم الشهيدة جيندا روناهي
الغور والخيانة،هما نهجا سائران جبناً إلى جنب منذ بداية فجر التاريخ وإلى يومنا الراهن. دائماً وأبدأ بسيف الحق والعدالة هو المنتصر. كما هو في جميع مراحل والأزمات، تاريخ كردستان أيضاً شاهدة لإحياء هذين المسارين بين أحشائها. كردستان هي عرض المسارح للحروب للسلب والنهب، بل أصبحت كمستنقع لتسير عليها كافة القذرات السياسية، للغدر وللخيانة. بعد أن كانت مهد للحضارة الإنسانية والمرأة فيها ملاك وآلهة مقدسة ؛ثم أصبحت في حالة لا حولة ولا قوة لها.
وما ظهور pkkإلا ثورة الانبعاث الجديدة. كدرع فولاذي يتصدى لكافة أشكال الغدر والخيانة الداخلية والخارجية، كنور الشمس سطع على سماء الوطن. وأول خطوة من هذه الثورة هي اتخاذ أضعف حلقة في كردستان أساساً لها في القيام بالنضال والكفاح وهي المرأة، لأنها تشكل الحياة بحد ذاتها.
مشاركة المرأة للثورة وحملها للسلاح ومحاربتها على الجبال هي ضربة قوية قاضية للذهنية المتخلفة الرجعية السائدة في كردستان. لذلك أعتبر ثورة pkkثورة المرأة، بل ثورة ضمن ثورة، وثورة المرأة هي ثورة الزهور، رغبة المرأة بالحياة والعشق الكبير ورفضها للرذالة والعبودية هو الذي دفعتها للمشاركة والانضمام إلى الثورة. كذلك الرغبة بالحياة السامية والحرة والعيش الكريم. مقاومات الرفيقات الشهيدات جاءت كحلقات السلسال منذ أول انطلاقة شرارة نار الثورة وحتى يومنا هذا، أمثال رفيقة عزيمة، بيريفان، بريتان، هي تتمة لهذه الحلقات الغير منتهية ، سطرت تاريخ الثورة بأروع الملاحم البطولية.
بريتان هي تلك المرأة الجندية المقاتلة أسم وعرق وأصالة بل تاريخ وحضارة وأسطورة الحق والحقيقة الموجودة، روح وقداسة، معنى الحياة.
كل شيء بالنسبة لها كانت من الجمال ومن الحرب إلى الأدب، من القيادة إلى السياسية من العسكرية إلى الثورة.
كانت تتقن فن القيادة بكل دقة وإمعان، لأنها لم تكن شخصية متأرجحة يميناَ وشمالاً. بل كانت شخصية كالصراط المستقيم. بل عاصفة وأمواج بحر مجنونة لا تعرف الوقوف عن الحركة في حياتها.
اعتبرت الحرب ممارسة من فن الجمال وعملية يخلق العواطف الوطنية الكبيرة و السليمة. وشرارة الحرب هي علمية تطهير الحياة من القذرات ووصولها إلى أسمى آيات الجمال والبهاء ومقياس العظمة، هي الإنسانة المبدعة الخلاقة الذي تجدد نفسها حتى الموت ضد الرجعية، ضد الغدر والخيانة، هذه كانت مقياس العظمة لرفيقة بريتان وللذين سبقوها إلى نيل وسام شرف الإنسانية. الذين استوعبوا معنى تقييم التضحيات وأصبحوا ملكاً للتاريخ. ابتداءً من حقي قرار.. مظلوم .. كمال بير.. خير و عكيد هؤلاء هم أبطال الحرب الذين عبروا عن معنى المقاومة والخلود. لأنها كانت مؤمنة بالحق والإيمان هو ربيع القلوب لها. لذا لم تأبه لأي شيء كان. لهذا اعتبرت النضال وحقيقة الحرب تكثيف الفكر وقطعية الإرادة. ونضالها الأساسي هي اتحاد مع الثورة، وجعل الأفكار وإيديولوجية القائد آبو إلى رواية وقصص تروي لجميع الأجيال في وطني، بحب وعواطف ومشاعر سامية بعواطف المرأة الأصيلة. وتجعل من الخيال واقع ومن الواقع حقيقة ومن الحقيقة أسطورة الخلود. لأنها كانت تحمل بذرة أصالة المرأة الإلهية بين طيات فؤادها كزهرة الربيع، أينعت بعد انضمامها للثورة، أثبت هذه بمقاومتها البطولية أثبت قوة المرأة المقاتلة، قوة المرأة التي تتحلى بحمل السلاح تتزين بالزي العسكري ، تنتصر في حربها بالزغاريد والكلانشنكوف، على الذهنية المتخلفة الرجعية التي تدعي بأن المرأة لاشيء وهي ضعيفة القوة و الإرادة. أثبت إن المرأة هي إرادة فؤلاذية لا تتزعزع .جعلت الرفيقة بريتان بهذه البطولة الخلاقة من نفسها أكاديمية للعلوم العسكرية للمرأة العسكرية المقاتلة. وأصبحت نداءً لكافة النساء المقاتلات في درب الحرية للمتابعة المسير إلى نهاية المطاف. بروح معنوية عالي، بقدرة المرأة الخلاقة بالالتحام الكلي بنهج القائد آبو والحرية والثقة التامة بإيديولوجية تحرير المرأة .رفيقة بريتان التي حولت حقيقة الحرب، إلى فن الجمال والجمال إلى مستوى العشق الذي تحيا من ملامح وجهها البريء المبتسم وعيونها البراقة المشرق ومازال حتى الآن ضحكاتها كصدى الحرية التي تصدر من أعماق الجبال على أسماعنا.