الكورد المضطهدون في سوريا يدافعون عن أرضهم في الحرب الاهلية

Tweet

 YPG
جون ستودير
مجلة ميليتانت الأمريكية

 

هزم المُسلحون الكرد قوات القاعدة في شمال شرقي سورية ، و سيطروا على أكثر من 20 بلدة و قرية. وسَعت القوات الكردية من سيطرتها على معظم محافظة الحسكة في نهاية تشرين الأول . هذه الأرض ، والتي تم الإستيلاء في سياق الحرب الأهلية السورية ، تُمثل جزءا من صعود أوسع في كفاح الشعب الكردي ، القومية المُضطهدة التي يبلغ تعدادها 30 مليون الذين يتركزون في تركيا ,إيران, العراق و سورية.

 

يزيدُ عددهم على مليوني كردي في سورية, يعيش أكبر تجمع كردي في محافظة الحسكة ، و ذلك يُشكل70 % من الكرد. التجمع الرئيسي الآخر يقع في منطقة عفرين في شمال غربي البلاد ، حيث تضاعفت أعدادهم خلال الحرب الأهلية. و يُشار إلى هذه المناطق عادة من قبل الكرد ب - روج آفا - ( غرب كردستان ).

يُشكل الكرد أقلية مُهمة أيضا في كل من دمشق و حلب. محافظة الحسكة ذو أهمية استراتيجية ، حيث تحتوي على غالبية الموارد النفطية في البلاد و تُمثل قلب الأراضي الزراعية . مع الإستيلاء على بلدة رأس العين على الحدود التركية و اليعروبية على الحدود العراقية ، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي و جناحه العسكري، لجان الحماية الشعبية الكردية، يُسيطرون حاليا على معظم موارد النفط السوري و إيرادات التصدير .

نشأ حزب الإتحاد الديمقراطي من تحالف مع حزب العمال الكردستاني في تركيا. بين عامي 1980 و 2012، ُقتل ما يقارب من خمسة آلاف من كرد سورية في القتال مع حزب العمال الكردستاني ضد الحكومة التركية. اليوم ، يبلغ اليوم تعداد لجان الحماية الشعبية الكردي في سورية أكثر من خمسة عشر ألفا ، ما يقارب من 10 % منهم من النساء.

منذ عام 2011 , يتم القتال على ثلاث جبهات حرب في سورية ، حيث يُطالب العمال ,المزارعون و حلفائهم بحقوق ديمقراطية وسياسية أكبر من حكومة بشار الأسد. في وسط الحرب هناك صراع طاحن بين الفصائل المتمردة تحت راية الجيش السوري الحر و الجيش السوري الضعيف ، والذي تم دعمه من القوات شبه العسكرية المحلية و الموالية للحكومة و قوات حزب الله التي أرسلت من لبنان و المدعومة من طهران. حققت القوات الموالية لبشار الأسد مكاسب في الآونة الأخيرة ، مع هجوم بري في ضواحي دمشق وحلب تبعه حملة قصف جوي و مدفعي وحصار يهدف إلى تجويع السكان. يُحارب في الجبهة الثانية المجموعات الرجعية الإسلاميية - في المقام الأول تأتي الدولة الإسلامية في العراق وسورية و جبهة النصرة - التي تسعى إلى انتزاع الأراضي والسيطرة على الموارد وسط النزاع ، و خصوصا في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجماعات المتمردة و الميليشيات الكردية. في حين أنها حققت مكاسب ميدانية في بعض المناطق ضد السابقة ،فإن المعارك ضد الكرد كانت فاشلة إلى حد كبير.

الجبهة الثالثة هي قتال الكرد للسيطرة على المناطق التي يُسيطرون عليها ، و قد حققوا تقدما ثابتا. تعرض الكرد للإضطهاد في ظل حكم الإمبراطورية العثمانية الذي دام لستة قرون، و قد واجهوا المزيد من الشيء نفسه منذ سقوط تلك الإمبراطورية في نهاية الحرب العالمية الأولى.

في ذلك الوقت ، قسَمت القوى المنتصرة في لندن وباريس المنطقة إلى ما هي عليه الآن سورية ، العراق، الأردن ، لبنان ، فلسطين وإسرائيل - و قسموا عن قصد الكرد داخل حدود التي رسمتها الرأسمالية وحرموهم من وطن . أبقى الحكام الرأسماليون في تركيا ,العراق ,إيران وسورية على الكرد في وضع من الدرجة الثانية بعد انتهاء الحكم الاستعماري في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية.

تاريخ الكرد في سورية

في عام 1962 ، جرَد النظام العسكري السوري 120 ألف كردي من الجنسية السورية ، معلنا بأنهم " أجانب يعيشون في البلاد. " حيث أجبروا مع أولادهم على حمل بطاقات هوية حمراء و عرفوا كأجانب ،من دون الحق في تملك الأراضي . قُيَد استخدام اللغة الكردية. في عام 1963 جاء حزب البعث الى السلطة ، معلنا بأن سورية " دولة عربية "، و عرفت الكرد ب " اللاجئين النازحين من تركيا" بعد وصول حافظ الأسد إلى السلطة في عام 1970 ، بدأ النظام بسياسة ، والتي استمرت تحت حكم ابنه و الرئيس الحالي بشار الأسد ، بتوفير الحوافز و الإمتيازات الخاصة للعرب لينتقلوا إلى محافظة الحسكة في محاولة لإضعاف النفوذ الكردي.

جاء أكبر تحول في صالح النضال الكردي من أجل السيادة الوطنية كنتيجة غير مقصودة من الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق على يد القوات التي تقودها الولايات المتحدة. استفاد كرد العراق من هذا الصراع لإقامة منطقة حكم ذاتي هناك تحت مُسمى حكومة إقليم كردستان . ألهمت هذه التطورات المقاتلين الكرد في جميع أرجاء المنطقة . في عام 2004 ، ُقتل العشرات من الكرد على أيدي قوات الحكومة السورية أثناء قمع انتفاضة في القامشلي ، وهي مدينة في محافظة الحسكة على الحدود التركية .

عندما اجتاحت الإحتجاجات ضد الأسد في عموم أرجاء البلاد في عام 2011، انضم إليها الشباب الكرد . عادت كوادر حزب الإتحاد الديمقراطي الى سورية , و الذين طردوا من البلاد عن طريق القمع على يد الأسد حيث دخلوا في صفوف مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي. وقفوا إلى حد كبير بمنأى عن الاحتجاجات المنتشرة. و لكن هذه التطورات فتحت الباب أمام حدوث صعود جديد من النضالات الوطنية الكردية.

" من حقنا تقرير المصير في المناطق الكردية ، نحن لا نطلب بالإنفصال، نحن نطالب ببساطة الحق في إدارة شؤوننا . " قال ريدور خليل المتحدث باسم حزب الإتحاد الديمقراطي لرويترز في 11 تشرين الثاني. " سيستمر الكرد في الحكم الذاتي حتى تظهر سورية جديدة . في سورية الجديدة تلك ، يُريد الكرد أن يُعترف بهم و يتم قبولهم " كتب الصحافي الكردي آمد دجلة في موقع الجدلية ، وهي مجلة على الانترنت تصدر عن معهد الدراسات العربية التي مقرها في واشنطن و بيروت.

"إذا ظهر نظام في سورية الجديدة و الذي يُنكر الكرد و كرامتهم و حقوقهم في سورية، مثل جبهة النصرة أو النظام الحالي ،فإن الكرد سيدخلون مرحلة جديدة من النضال. " تظاهر الآلاف من كرد تركيا في السابع من تشرين الثاني مُلوحين بالعلم الوطني الكردي قرب مدينة نصيبين على الحدود السورية ,حيث تقوم الحكومة التركية ببناء جدار للفصل بين المُجتمعيَن الكرديين. فرقتهم القوات التركية عن طريق الغاز المسيل للدموع .

 

من ولاتي.نت: ترجمة تمر ابراهيم

PLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMITPLG_ITPSOCIALBUTTONS_SUBMIT